اليوم في العاشر من رمضان هل تتذكرون معركة العاشر من رمضان
سرايا القدس" تضرم اللهب في قلب الاستيطان ومعسكراته في الخليل
عملية الخليل: كيف زلزل ثلاثة مجاهدين أركان الجيش الصهيوني ... قتال استشهادي، وأربع ساعات حرب حقيقية ضد جيش بأكمله
الشهيد البطل أكرم عبد المحسن الهنيني 20 عاما ـ الخليل
الشهيد البطل ولاء هاشم داود سرور 21 عاما ـ الخليل
الشهيد البطل ذياب عبد المعطي المحتسب ـ الخليل
نجوم عبدت لنا طريق الجهاد بدمائهم فطوبى لهم
وكانت المفاجئة التي لم يتكتم عنها الإحتلال حين قال بأننا كنا نتوقع بإن انتقام الجهاد الاسلامي سيكون في شمال فلسطين ولم نتوقع أن يكون في جنوبه على أرض الخليل
ولاء .. أكرم ... ذياب المحتسب ..
تفاصيل العملية الاستشهادية النوعية:
الجهاد الإسلامي: "قتلوا لنا قائد لواء في جنين وقتلنا لهم قائد لواء في الخليل"
مقتل 13 عسكريا ومستوطنا بينهم االقائد العسكري للخليل في كمين متقن لسرايا القدس
قتل 13 صهيونيا واصيب 15 اخرون بجروح في كمين بمدينة الخليل مساء اليوم الجمعة في اعنف هجوم من نوعه منذ انطلاقة الانتفاضة في ايلول 2000، واستشهد منفذو الهجوم الثلاثة بعد اشتباك مسلح دام مع قوات الاحتلال استمر خمس ساعات، استخدم فيه جيش الاحتلال جنوده ودباباته وطائراته المروحية، وتبنته حركة الجهاد الإسلامي.
فقد تمكن ثلاثة من مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من زعزعة أركان الاحتلال والاستيطان في مدينة الخليل المحتلة في منطقة تعد الأشد حراسة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في "الحي اليهودي" في الخليل، وعلى مقربة من حي الشيخ وحي أبو سنينة الخاضعين أيضا للسيطرة الأمنية الصهيونية، وثمة في حكومة شارون من كان يرى على الدوام في النمط الصهيوني المعمول به في هذه المنطقة نموذجا لما يجب ان يكون عليه التعامل عموما مع باقي المناطق الفلسطينية..
وأعلن العدو الصهيوني عن مقتل اثني عشر من جنودها ومستوطنيها بينهم قائد لواء الخليل العميد درور فاينبرغ، في المعركة التي خاضها المقاتلون ودامت حوالى خمس ساعات، وانتهت باستشهادهم عند منتصف ليلة أمس.
واستطاع المهاجمون أن يصنعوا "جحيما"، حسب الوصف الصهيوني عندما نفذوا واحدة من أشد العمليات الفلسطينية دقة وحسن تخطيط. وتمكنوا من شن هجوم فاجأ الصهاينة على نطاق واسع ودفعهم خلال ساعات للحديث عن "حرب حقيقية" تخيلوا فيها النيران "من كل الاتجاهات".
وقد أجمعت المصادر الصهيونية على ان الكمين كان مدبرا بشكل بالغ الدقة، وقد اختار المهاجمون البدء أولا بإطلاق النار على مسيرة اعتيادية استفزازية لمجموعة من مستوطني "كريات أربع" باتجاه الحرم الإبراهيمي ليلة السبت، وفي العادة ترافق هذه المجموعة قوة كبيرة من الجيش وحرس الحدود، ولأن هذه المسيرة تجري تحت حراسة مشددة جرى الاعتبار ان البدء بها يتيح للمهاجمين تضليل القوات الصهيونية واستهدافها في موضع آخر.
واختير لذلك معسكر الجيش الواقع على الطريق المؤدية من الخليل الى مستوطنة "كريات أربع"، حيث تدفع قوات العدو حال وصول بلاغ عن عملية بتعزيزات لتطويق المنطقة المستهدفة، وهكذا كان الهدف الرئيسي من العملية قوة الإسناد، التي انطلقت من معسكر الجيش قبل ان تكون متأهبة، وفي الموضع الذي لم تكن تتوقعه، واستهدف الهجوم وحدة القيادة من اللحظة الأولى.
وبعد ان فتحت النار باتجاه مجموعة المستوطنين وحراسهم ابتدأ الاشتباك الأولي الذي سرعان ما تمدد نحو الاشتباك الجوهري مع قوة الإسناد، واستهدف المنفذون قوة الإسناد بالقنابل اليدوية والرشاشات إضافة الى رصاص القناصة.
ووصفت المصادر العسكرية الصهيونية الكمين الذي نصب لقوة الإسناد بأنه "جحيم" حقيقي. وفي هذا "الجحيم" وقعت أغلب إصابات الجنود وفي مقدمتهم مقتل قائد لواء الخليل، العميد درور فاينبرغ.
وحسب المعلومات الصهيونية استغل المجاهدون التضاريس بشكل جيد كما أحسنوا استغلال القوة النارية.
وأظهروا إضافة الى الدقة في التخطيط جرأة كبيرة في التنفيذ. إذ أفادت المعلومات الأولية بأن كل الاشتباكات جرت من مواقع قريبة اعتمد فيها المجاهدون ليس فقط على إطلاق النار والقنابل وحسب، وإنما على الهجوم كذلك.
وفي لحظة من لحظات المعركة اعترف ناطق عسكري صهيوني باحتلال المجاهدين موقعا عسكريا صهيونيا قبل ان تبدأ الطائرات والدبابات الصهيونية باستخدام قذائفها لحسم المعركة التي استمرت بشكل متحرك في البداية ما لا يقل عن ساعتين من الزمن قبل أن تنحسر نحو التحول الى معركة قلاع إثر تخندق المجاهدين في عدد من البيوت
ووصف أحد الجرحى لإذاعة الجيش الصهيوني ما جرى بقوله: "فجأة رأينا النيران من كل الاتجاهات، نيرانا من اليمين ومن اليسار، ومن كل حدب وصوب، لم أعرف إلى أين أتجه، استلقيت أرضا، ثمة مصابون هنا بجروح بليغة، إنهم ينفذون مجزرة، وهم يعرفون بالضبط كل ما نفعله".
وبدأ الاشتباك في الساعة السابعة والنصف ليلاً، وعند منتصف الليل أعلن عن انتهائه.
ووصف المراسل العسكري للتلفزيون الصهيوني الكمين بأنه "مخطط بدقة لتنفيذه على المحور الرئيسي بين كريات أربع والحرم الإبراهيمي". واضطر من يسمى قائد المنطقة الوسطى الجنرال موشيه كابلينسكي الى الوصول الى المنطقة وتولى سوية مع قائد الفرقة قيادة القوات الصهيونية العاملة في مدينة الخليل.
وترى مصادر صهيونية ان العملية شكلت مفاجأة كبيرة للجيش وأجهزة الأمن الصهيونية التي كانت تعتقد ان مدينة الخليل هي مركز لحركتي فتح وحماس. وان هذه الأجهزة لم تكن تعلم بوجود مثل هذه القدرة لحركة الجهاد في مدينة كالخليل، خاصة ان المنطقة التي وقع الاشتباك فيها هي منطقة خضعت على الدوام للسيطرة الصهيونية.
واعتبر معلقون صهاينة ان حركة الجهاد انتهجت هنا خطا تكتيكيا مباغتا. فمقابل الضغط الذي تعرضت له في منطقة جنين ومخيمها، وهي المنطقة التي تعتبر معقلها الأساسي، قامت بالإعداد لعملية بالغة الدقة "غير متوقعة ومفاجئة جدا" في مدينة كالخليل. وفي معرض تبرير ما وقع أشار هؤلاء المعلقون الى ان الشاباك يوجه في هذه المنطقة أنظاره نحو قوى أخرى.
وقد أصدرت حركة الجهاد بيانا أعلنت فيه مسؤوليتها عن هذه العملية "التي تأتي مع اقتراب الذكرى السنوية الثامنة لمذبحة الحرم الإبراهيمي، لتؤكد انها تأتي في سلسلة عملياتها للرد على جريمة اغتيال الشهيد القائد إياد صوالحة في جنين والجرائم الصهيونية بحق أهلنا وشعبنا في جنين ونابلس وغزة وكل مدننا وقرانا ومخيماتنا".
ويشير المراسلون العسكريون لوسائل الاعلام الصهيونية الى ان حكومة شارون لن تستطيع قبل جلستها يوم غد الاحد اتخاذ أي قرار حازم، بسبب عدم وضوح صورة ما جرى حتى الآن، وبسبب الرغبة في معالجة الآثار المباشرة لعملية الخليل. وهي لم تعقد اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر.
غير ان القوات الصهيونية ، وفي اطار التدابير التي اتخذتها عمدت الى فرض نظام حظر التجول على المدينة وقامت بعمليات تمشيط واسعة فيها بحثاً عمن تعتقد أنهم قدموا العون لمنفذي العملية.